ولا تعني المبدئية والصلابة أن لا نعيش
المرونة والانفتاح والشفّافية في حواراتنا مع الآخرين .
والإنسان المؤمن في حالات التصدي
والمواجهة والصراع يجب أن يكون شديداً وحدِّياً وصارماً في موقفه مع
أعداء الإسلام ، وأعداء الحق .
نعم ، حينما يحاور الآخرين ، ويدعو
ويبلِّغ يجب أن يكون مَرِناً منفتحاً شفّافاً .
وهنا نؤكد أنَّ المُرونة والشفّافية في
حواراتنا مع الآخرين لا تعني الاسترخاء في طرح الأفكار والقناعات
العقيدية والمذهبية ، والثقافية والسياسية .
ولا تعني الاسترخاء في طرح الحُجَج
والبراهين ، ولا تعني المساومة والتنازل .
ولا تعني المجاملة الفكرية ، أو المجاملة
السياسية ، أو المجاملة الاجتماعية .
ولا تعني السكوت عن مواجهة الأفكار التي
تتنافى مع المبادئ والقيم التي نؤمن بها .
فالمرونة والحور في منجنا هي أسلوب
متكامل في الحوار .
الدرس
الثامن :
أن نعيش الصمود والثبات في مواجهة كل
التحديات ، التحديات الفكرية ، والثقافية ، والنفسية ، والاجتماعية ،
والسياسية ، والإعلامية .
الحسينيون الحقيقيون لا يعرفون الانهزام
، والتراجع والتخاذل ، والضعف والخور ، فهم الثابتون الصامدون ، الذين
يملكون عُنفُوَان العقيدة ، وصلابة الإيمان ، وإباء المبدأ ، وشموخ
الموقف .
الدرس
التاسع :
أن نحمل شعار الجهاد والشهادة ، وأن نكون
المجاهدين الصادقين في سبيل الله ، نجاهد بالكلمة ، ونجاهد بالمال ،
ونجاهد بالروح .
فلسنا حسينيِن إذا لم نحرك المالَ في خط
الدعوة ، والخير ، والجهاد .
ولسنا حسينيين إذا لم نحمل الأرواح على
الأكُفِّ ، وإذا لم نكن عُشَّاقاً للشهادة ، وإذا لم نسترخص الدم من
أجل المبدأ والعقيدة .
فالسائرون في خط الحسين ( عليه السلام )
هم الذين يحملون شعار الحسين ( عليه السلام ) : ( لا أرَى المَوتَ
إِلاَّ سَعَادَة والحَياةَ مَع الظالمينَ إِلاَّ بَرَمَا ) .
والسائرون على خط الحسين ( عليه السلام )
هم الذين يحملون شعار علي الأكبر ( عليه السلام ) : ( لا نُبَالي
أنْ نَمُوتَ مُحِقِّينَ ) .
والسائرون على خط الحسين ( عليه السلام )
هم الذين يحملون شعار العباس ( عليه السلام ) :
والسائرون على خط الحسين ( عليه السلام )
هم الذين يحملون شعار القاسم ( عليه السلام ) : ( المَوتُ فيكَ يا
عَم أحلَى مِنَ العَسَل ) .
الدرس
العاشر :
أن نكون المتدينين الحقيقين ، وأن نكون
الذين يملكون بصيرة الدين والعقيدة ، وبصيرة الإيمان ، والمبدأ ،
ونقاوة الانتماء ، والالتزام ، وأن لا نكون من أولئك الذين يحملون
بَلادَة الدين والعقيدة ، وغباء الإيمان والمبدأ وأن لا نكون
النفعيِّين المَصلحيِّين المتاجرين بالدين ، والمساومين على حساب
المبدأ .
الإمام الحسين ( عليه السلام ) أوقف
حَجَّه ، وأعلن الثورة على يزيد ، وذلك ليقول للمسلمين :
أيّ قِيمَةٍ لطوافٍ حولَ بيت الله ما دام
الناس يطوفون حول قصور الطغاة والظالمين .
وأيَ قيمة لتقبيل الحجر الأسود مادام
الناس يقبِّلون الأيدي الملوثة بالجرائم .
وأيّ قيمة لركوعٍ وسجودٍ عند مقام
إبراهيم مادام الناس يركعون ويسجدون عند أقدام السلاطين .
وأيّ قيمةٍ لسعيٍ وحركةٍ بين الصفا
والمروة مادام الناس يعيشون الخنوع والركود ، والجمود والاستسلام ،
والجور والضعف .
وأيّ قيمةٍ لتلبيةٍ إذا كان الناس
مأسورين لنداءات الطواغيت والمستكبرين .
وأيّ قيمة لذكرٍ وتلاوةٍ وعبادةٍ إذا كان
الناس يمجِّدون ويعظِّمون ويؤَلِّهون الجبابرة والفراعنة .
الدرس
الحادي عشر :
أن نكون إِمَّا الحسينيِّين الذي يعطون
الدم من أجل المبدأ ، أو نكون الزينبيِّين الذين يحملون صوت الحسين (
عليه السلام ) .
فالحسين ( عليه السلام ) وشهداء كربلاء
فجَّروا الثورة في يوم عاشوراء ، وكان وقود هذه الثورة دماءهم الطاهرة
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق